فصل: فوائد لغوية وإعرابية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



فلما كان يوم بدر، أسر عقبة بن أبي معيط في الأسارى فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب أن يقتله فقال عقبة: يا محمد أمن بين هؤلاء أقتل؟ قال: نعم. قال: بم؟ قال: بكفرك وفجورك وعتوك على الله وعلى رسوله، فقام إليه علي بن أبي طالب فضرب عنقه.
وأما أبي بن خلف فقال: والله لا قتلن محمدًا فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بل أنا أقتله إن شاء الله. فافزعه ذلك فوقعت في نفسه لأنهم لم يسمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قولًا إلا كان حقًا، فلما كان يوم أحد خرج مع المشركين، فجعل يلتمس غفلة النبي صلى الله عليه وسلم ليحمل عليه. فيحول رجل من المسلمين بين النبي صلى الله عليه وسلم وبينه. فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: خلفوا عنه فأخذ الحربة فرماه بها، فوقعت ترقوته، فلم يخرج منه كبير دم واحتقن الدم في جوفه، فخار كما يخور الثور فأتى أصحابه حتى احتملوه وهو يخور وقالوا: ما هذا؟! فوالله ما بك إلا خدش فقال: والله لو لم يصبني إلا بريقه لقتلني أليس قد قال: أنا أقتله، والله لو كان الذي بي بأهل ذي المجاز لقتلهم.
قال: فما لبث إلا يومًا أو نحو ذلك حتى مات إلى النار، وأنزل الله فيه {ويوم يعض الظالم على يديه} إلى قوله: {وكان الشيطان للإِنسان خذولًا}.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن سابط قال: صنع أبي بن خلف طعامًا ثم أتى مجلسًا فيه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قوموا. فقاموا غير النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لا أقوم حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فتشهد. فقام النبي صلى الله عليه وسلم فلقيه عقبة بن أبي معيط فقال: قلت: كذا وكذا قال: إنما أردت لطعامنا فذلك قوله: {ويوم يعض الظالم على يديه}. وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {ويوم يعض الظالم على يديه} قال: عقبة بن أبي معيط دعا مجلسًا فيه النبي صلى الله عليه وسلم لطعام، فأبى النبي صلى الله عليه وسلم أن يأكل وقال: «لا آكل حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله» فلقيه أمية بن خلف فقال: أقد صبوت؟ فقال: إن أخاك على ما تعلم ولكن صنعت طعامًا فأبى أن يأكل حتى قلت ذلك، فقلته وليس من نفسي.
وأخرج ابن أبي حاتم عن هشام في قوله: {ويوم يعض الظالم على يديه} قال: يأكل كفيه ندامة حتى يبلغ منكبه لا يجد مسها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان في قوله: {ويوم يعض الظالم على يديه} قال: يأكل يده ثم تنبت.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي عمران الجوني في قوله: {ويوم يعض الظالم على يديه} قال: بلغني أنه يعضه حتى يكسر العظم ثم يعود.
وأخرج عبد بن حميد وابن حاتم عن سعيد بن المسيب قال: نزلت في أمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط، {ويوم يعض الظالم على يديه} قال: هذا عقبة. {لم أتخذ فلانًا خليلًا} قال: أمية وكان عقبة خدنًا لأمية فبلغ أمية أن عقبة يريد الإِسلام، فأتاه وقال وجهي من وجهك حرام إن أسلمت أن أكلمك أبدًا. ففعل، فنزلت هذه الآية فيهما.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن أبي مالك في قوله: {لم أتخذ فلانًا خليلًا} قال: عقبة بن أبي معيط، وأمية بن خلف كانا متواخيين في الجاهلية يقول أمية بن خلف: يا ليتني لم أتخذ عقبة بن أبي معيط خليلًا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن ميمون في قوله: {ويوم يعض الظالم على يديه} قال: نزلت في عقبة بن أبي معيط، وأبي بن خلف، دخل النبي صلى الله عليه وسلم على عقبة في حاجة وقد صنع طعامًا للناس، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى طعامه قال: لا حتى تسلم فأسلم فأكل وبلغ الخبر أبي بن خلف، فأتى عقبة فذكر له ما صنع فقال له عقبة أترى مثل محمد يدخل منزلي وفيه طعام ثم يخرج ولا يأكل! قال: فوجهي من وجهك حرام حتى ترجع عما دخلت فيه. فرجع. فنزلت الآية.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: {ويوم يعض الظالم على يديه} قال: أبي بن خلف، وعقبة بن أبي معيط. وهما الخليلان في جهنم على منبر من نار.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال: ذكر لنا أن رجلًا من قريش كان يغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقيه رجل من قريش- وكان له صديقًا- فلم يزل به حتى صرفه وصده عن غشيان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله فيهما ما تسمعون.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد {يا ليتني لم أتخذ فلانًا خليلًا} قال: الشيطان.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة {وكان الشيطان للإِنسان خذولًا} قال: خذل يوم القيامة وتبرأ منه {وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورًا} هذا قول نبيكم يشتكي قومه إلى ربه قال الله يعزي نبيه: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوًّا من المجرمين} يقول: إن الرسل قد لقيت هذا من قومها قبلك فلا يكبرن عليك.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {اتخذوا هذا القرآن مهجورًا} قال: يهجرون فيه بالقول السيء. يقولون: هذا سحر.
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن إبراهيم النخعي في قوله: {اتخذوا هذا القرآن مهجورًا} قالوا: فيه هجيرًا غير الحق. ألم تر المريض إذا هذى قيل: هجر؟ أي قال: غير الحق.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوًّا من المجرمين} قال: لم يبعث نبي قط إلا كان المجرمون له أعداء. ولم يبعث نبي قط إلا كان بعض المجرمين أشد عليه من بعض.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوًّا من المجرمين} قال: كان عدوّ النبي صلى الله عليه وسلم أبو جهل، وعدوّ موسى قارون، وكان قارون ابن عم موسى.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوًّا من المجرمين} قال: يوطن محمد صلى الله عليه وسلم أنه جاعل له عدوًّا من المجرمين كما جعل لمن قبله. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال السمين:
قوله: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ}.
العاملُ في يومَ إمَّا اذْكُرْ، وإمَّا: ينفردُ اللهُ بالمُلْك يومَ تَشَقَّقُ، لدلالة قوله: {الملك يَوْمَئِذٍ الحق للرحمن} [الفرقان: 26] عليه.
وقرأ الكوفيون وأبو عمرو هنا وفي ق {تَشَقَّق} بالتخفيف. والباقون بالتشديدِ. وهما واضحتان. حَذَفَ الأَوَّلون تاءَ المضارعةِ، أو تاءَ التَّفَعُّلِ، على خلافٍ في ذلك. والباقون أَدْغموا تاء التَفَعُّل في الشين لِما بينهما من المقاربَةِ، وهما كَتَظَاهَرون وتَظَّاهرون حَذْفًا وإدغامًا. وقد مضى في البقرة.
قوله: {بالغمام} في هذه الباء ثلاثةُ أوجهٍ، أحدها: على السببيَّة أي: بسببِ الغَمام، يعني بسببِ طُلوعِه منها. ونحو {السَّمَاءُ مُنفَطِرٌ بِهِ} [المزمل: 18] كأنَّه الذي تَنْشَقُّ به السماءُ. الثاني: أنها للحالِ أي: ملتبسَةً بالغَمام. الثالث: أنها بمعنى عَنْ أي: عن الغمامِ كقوله: {يَوْمَ تَشَقَّقُ الأرض عَنْهُمْ} [ق: 44].
قوله: {وَنُزِّلَ الملائكة} فيها اثنتا عشرة قراءة: ثِنْتان في المتواتِر، وعشرٌ في الشاذ. فقرأ ابن كثير من السبعة {ونُنْزِلُ} بنونِ مضمومةٍ ثم أُخْرى ساكنةٍ وزايٍ خفيفةٍ مكسورةٍ مضارعَ {أَنْزَلَ} و{الملائكةَ} بالنصبِ مفعولٌ به. وكان من حَقِّ المصدرِ أَنْ يجيءَ بعد هذه القراءةِ على إنْزال. قال أبو علي: لَمَّا كان أَنْزَل ونَزَّل يَجْريان مَجْرىً واحِدًا، أجرى مصدرَ أحدِهما على مصدرِ الآخر: وأنشدَ:
وقد تَطَوَّيْتُ انْطِواءَ الحِضْبِ

لأنَّ تَطَوَّيْتُ وانْطَوَيْتُ بمعنىً.
قلت: ومثلُه {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} [المزمل: 8] أي: تَبَتُّلًا. وقرأ الباقون من السبعةِ {ونُزِّل} بضمِّ النون وكسرِ الزاي المشدَّدةِ وفتحِ اللامِ، ماضيًا مبنيًا للمفعول. {الملائكةُ} بالرفعِ لقيامةِ مقامَ الفاعلِ. وهي موافقةٌ لمصدرِها.
وقرأ ابن مسعود وأبو رجاء {ونَزَّلَ} بالتشديد ماضيًا مبنيًا للفاعلِ، وهو الله تعالى، {الملائكةَ} مفعولٌ به. وعنه أيضًا {وأَنْزَل} مبنيًا للفاعلِ عَدَّاه بالتضعيفِ مرةً، وبالهمزة أخرى. والاعتذارُ عن مجيء مصدرِه على التفعيلِ كالاعتذارِ عن ابنِ كثير. وعنه أيضًا {وأُنْزِل} مبنيًا للمفعولِ.
وقرأ هارون عن أبي عمرٍو {وتُنَزِّل الملائكةُ} بالتاء من فوق وتشديدِ الزايِ ورفعِ اللام مضارعًا مبنيًا للفاعل، {الملائكةُ} بالرفعِ، مضارعَ نَزَّل بالتشديد، وعلى هذه القراءةِ فالمفعولُ محذوفٌ أي: وتُنَزِّل الملائكةُ ما أُمِرَتْ أَنْ تُنَزِّلَه.
وقرأ الخَفَّاف عنه، وجناح بن حبيش {ونَزَل} مخففًا مبنيًا للفاعلِ {الملائكةُ} بالرفع. وخارجة عن أبي عمرٍو أيضًا وأبو معاذ {ونُزِّلُ} بضم النون وتشديدِ الزاي ونصب {الملائكةَ}. والأصل: ونُنَزِّلُ بنونين حُذِفَتْ إحداهما.
وقرأ أبو عمرٍو وابنُ كثير في روايةٍ عنهما بهذا الأصلِ {ونُنَزِّل} بنونين وتشديدِ الزايِ. وقرأ أُبَيُّ و{نُزِّلَتْ} بالتشديدِ مبنيًا للمفعولِ. و{تَنَزَّلَتْ} بزيادةِ تاءٍ في أولهِ، وتاءِ التأنيث فيهما.
وقرأ أبو عمرٍو في طريقةِ الخَفَّاف عنه {ونُزِلَ} بضمِّ النون وكسرِ الزايِ خفيفةَ مبنيًا للمفعول، قال صاحب اللوامح: فإنْ صَحَّتِ القراءةُ فإنَّه حُذِفَ منها المضافُ وأُقيم المضافُ إليه مُقامَه، تقديره: ونُزِل نزولُ الملائكةِ، فحُذِفَ النزولُ، ونُقِل إعرابُه إلى الملائكة. بمعنى: نُزِل نازلُ الملائكةِ؛ لأنَّ المصدرَ يجيءُ بمعنى الاسمِ. وهذا ممَّا يجيءُّ على مذهب سيبويهِ في ترتيب بناءِ اللازمِ للمفعولِ به؛ لأنَّ الفعلَ يَدُلُّ على مصدره، قلت: وهذا تَمَحُّلٌ كثيرٌ دَعَتْ إليه ضرورةُ الصناعةِ، وقال ابن جني: وهذا غيرُ معروفٍ؛ لأنَّ نَزَلَ لا يتعدى إلى مفعولٍ فيبنى هنا للملائكة. ووجهُه: أَْنْ يكونَ مثل: زُكِم الرجلُ وجُنَّ، فإنه لا يُقال: إلاَّ: أَزْكمه وأَجَنَّه الله، وهذا بابُ سماعٍ لا قياسٍ. قلت: ونظيرُ هذه القراءة ما تقدَّم في سورة الكهفِ في قراءةِ مَنْ قرأ {فَلاَ يقوم له يَوْمَ القيامة وَزْنًا} [الآية: 105] بنصب {وَزْنًا} من حيث تَعْدِيَةُ القاصرِ وتَقَدَّم ما فيها.
قوله: {الملك يَوْمَئِذٍ} فيه ِأوجهٌ، أحدها: أن يكونَ {المُلْكُ} مبتدًا، والخبر: {الحق}، و{يومئذٍ} متعلِّقٌ بالمُلْك. و{للرحمن} متعلقٌ بالحق، أو بمحذوفٍ على التبيين، أو بمحذوفٍ على أنه صفةٌ للحق. الثاني: أنَّ الخبرَ {يومئذٍ}، و{الحقُّ} نعتٌ للمُلْك. و{للرحمن} على ما تقدَّم. الثالث: أنَّ الخبرَ {للرحمن} و{يومئذٍ} متعلقٌ بالمُلْك، و{الحقُّ} نعتٌ للمُلك.
قوله: {وَيَوْمَ يَعَضُّ} معمولٌ لمحذوفٍ، أو معطوفٌ على {يومَ تَشَقَّقُ}. و{يَعَضُّ} مضارعُ عَضَّ، ووزنُه فَعِل بكسرِ العينِ، بدليلِ قولِهم: عَضِضْتُ أَعَضُّ، وحكى الكسائيُّ فتحَها في الماضي، فعلى هذا يُقال: أَعِضُّ بالكسر في المضارع. والعَضُّ هنا كنايةٌ عن شدَّةِ اللزومِ. ومثله: حَرَقَ نابَه، قال:
أبى الضَّيْمَ والنُّعمانُ يَحْرِقُ نابَه ** عليه فأفضى والسيوفُ مَعاقِلُهْ

وهذه الكنايةُ أبلغُ من تصريحِ المكنى عنه. وأَلْ في {الظالم} تحتملُ العهدَ، والجنسَ، على حَسَبِ الخلافِ في ذلك.
قوله: {يَقُولُ} هذه الجملةُ حال مِنْ فاعل {يَعَضُّ} وجملةُ التمنِّي بعد القولِ مَحْكيَّةٌ به. وتقدَّم الكلامُ في مباشرة يا ل ليت في النساء.
وفلانٌ كنايةٌ عن عَلَمِ مَنْ يَعْقِل وهو منصرفٌ، وفُلُ كنايةٌ عن نكرةِ مَنْ يَعْقِل من الذكور، وفُلَةُ عَمَّن يَعْقِلُ من الإِناثِ، والفلانُ والفلانةُ بالألف واللام عن غير العاقلِ. ويختصُّ فُلُ وفُلَةُ بالنداءِ إلاَّ في ضرورةٍ كقوله:
في لَجَّةٍ أَمْسِكْ فُلانًا عن فُلِ

وليس فُلُ مُرَخَّمًا من فلان خلافًا للفراء، وزعم الشيخ أنَّ ابنَ عصفورِ وابنَ مالك وابن العلج وَهِمُوا في جَعْلهم فُلُ كنايةً عن عَلَم مَنْ يَعْقِلُ كفُلان. ولامُ فُل وفلان فيها وجهان، أحدهما: أنها واوٌ. والثاني: أنها ياءٌ، وقرأ الحسن {يا ويلتي} بكسرِ التاء وياءٍ صريحةٍ بعدها، وهي الأصلُ، وقرأ الدُّوريُّ بالإِمالة، قال أبو عليّ: وتَرْكُ الإِمالةِ أحسنُ؛ لأنَّ أصلَ هذه اللفظةِ الياءُ، فبُدِّلت الكسرةُ فتحةً، والياءُ ألفًا؛ فِرارًا من الياءِ. فَمَنْ أمال رَجَعَ إلى الذي منه فَرَّ أولًا، قلت: وهذا منقوضٌ بنحو باع فإنَّ أصلَه الياءُ ومع ذلك أمالوا، وقد أمالُوا {يا حسرتى عَلَى مَا فَرَّطَتُ} [الزمر: 56] و{يَا أَسَفَى} [يوسف: 84] وهما ك {يا ويلتى} في كونِ ألفِهما عن ياءِ المتكلم.
قوله: {وَكَانَ الشيطان} يُحتمل أَنْ تكونَ هذه الجملةُ من مقولِ الظالمِ، فتكونُ منصوبةَ المحلِّ بالقولِ، وأَنْ تكونَ من مقولِ الباري تعالى فلا مَحَلَّ لها لاستئنافِها.
قوله: {مَهْجُورًا} مفعولٌ ثانٍ ل {اتَّخَذُوا} أو حال. وهو مفعولٌ مِنْ الهَجْرِ بفتحِ الهاءِ وهو التَّرْكُ والبُعْدُ. أي: جعلوه متروكًا بعيدًا. وقيل: هو من الهُجْر بالضم أي: مهجورًا فيه، حيث يقولون فيه: إنه شِعْرٌ وأساطيرُ، وجَعَل الزمخشري مفعولًا هنا مصدرًا بمعنى الهَجْر قال: كالمَجْلود والمَعْقُول. قلت: وهو غيرُ مَقيسٍ، ضَبَطَه أهلُ اللغةِ في ًالَيْفاظٍ فلا تتعدى إلاَّ بنَقْلٍ.
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31)}.
قوله: {هَادِيًا} حالٌ أو تمييزٌ. وقد تقدَّم إعرابُ مثلِ هذه الجملةِ. اهـ.